صورة الجد والعم / محمد بن علي بن عبدالله العبودي رحمه الله

عمل رحمه الله..في الزارعة والفلاحة..في ..مزرعة..الصويغية..والبديع..والربعة...وأستمر في مزرعة الربعة...حتى وفاته..
وجميع هذه المزارع موجودة...في مدينة الخبراء..في القصيم..
تميز (رحمه الله).بصفات عدة...كالكرم والشجاعة..وطول البال..والحكمة وصلة الرحم..والصبر
فرغم فقره..وحاجته..إلا انه كان يؤثر ضيفه ويقدم له الطعام..وكان يذبح الذبيحة للضيف فإذا لم يجد استدان للحصول عليها كي يكرم ضيفه(رحمه الله).ومن نخوته وشجاعته..إذا فزع به احد..ترك ما بيده من عمل وقدم له المساعدة..
وطالما حرص على جمع أبناء العائلة.ومن يعرف من عائلة العبودي..ومن ذلك..أنه ذهب لعنيزة كي يدعو ابن عمه محمد مبارك العبودي..
إلى وليمة..وقام بإكرامه وطلب منه أن يستمر هذا التواصل وأن يكون هذا ديدن العائلة في الزيارات وصلة الأرحام..
وكم حرص (رحمة الله) على أداء فريضة الحج...فحج عدة مرات..
كان متسامحا,,جدا.فلا يعاتب احد مهما أخطأ في حقه..(رحمه الله)
وتمثل صبره وقوة تحمله(رحمه الله).بهذه الحادثة..ففي أثناء مرضه..ذهب لطبيب شعبي..مع أخيه عبدالله..كي..يقوم الطبيب بكيه..وقبل أن يبدأ الطبيب بالكي سأله..هل تود.. أن يمسك بك أحد كي لا تتحرك..فقال لا.. ولن أتحرك أن شاء الله...أحمى الطبيب قطعة الحديد..وغرسها..في بداية رجله.من فوق.ولم يتحرك..ضغط الطبيب بقوة على قطعة الحديد..ومازال صابرا..حتى ظهر اللحم..انتهى الطبيب(والعم محمد صابرا.لم يتحرك رغم الألم الشديد.فمن يتحمل قطعة حديد ملتهبة أن تلمس جسده فكيف وهي تنغرس في لحمه..رحم الله العم محمد رحمة واسعة)
(كان مزاحا مرحا..فرغم مرضه..ذات يوم قال لأبن أخيه الصغير.لو أستطيع..لرفعتك حتى تأخذ تمرة من هذه النخلة..وكانت النخلة حينها..قصيرة ..ومنقصرهالاتصل طول الرجل العادي..)

كان( رحمه الله) يعمل في ورشة بلدية الخبراء..وقام ذات يوم بإخراج...إطار أحدى السيارات..بالطريقة التقليدية وخرج بسرعة شظية حديد من الإطار ليستقر في ساقه اليمنى( رحمه الله).تألم كثيرا..وظل ستة أشهر حتى أشتد عليه الألم..فذهب للمشفى ..واخبره الطبيب بأن الحديد قد تصدأ في الساق ولابد من عملية عاجلة.. بعد العملية..مرض لمدة سنة تقريبا..وخلال هذه الفترة...كان يتردد على القراء..وذات يوم وقد ذهب به أخيه عبدالله..لأحدى القراء في خب من خبوب بريدة يسمى الصباخ..وبعد الانتهاء من القراءة..خرج من المسجد.. مشي قليلا ثم توقف..وكان يتألم ولا يستطيع الحركة..سانده أخوه عبدالله..لكنه لم يستطع حتى أن يحرك قدميه..فحمله أخوه على كتفه.واتجه به إلى السيارة.ركبا السيارة.متوجهين.. لأخواتهم منيرة وعائشة للسلام عليهما..وإثناء ما كان في الصباخ وقبل الخروج منها.رأى(رحمه الله) أناس ..يجدون النخل...فاشتهى تمر هذه النخلة ..فطلب من أخيه إحضار بعض تمرات من هذه النخلة وكان النخل من نوع الشقراء..فذهب عبد الله وطلب من هؤلاء الناس بعض التمر..واحضره لأخيه..محمد..أكل التمر ثم قال...أني لم أذق تمر بهذه الحلاوة في حياتي قط..؟!!
أكملا مسيرهما...وصلا بيت أختهم منيرة..وسلما وشربا القهوة ثم خرجا..عادا إلى مزرعة..الربعة..وكان مريضا.....وكان أخوه عبدالله يزوره يوميا قبل أن يذهب لعمله..وبعد أيام قليلة.وفي صباح أحدى الأيام..شفي..تماما...وطلب من أخيه عبدالله..أن يتصل بأخيه صالح.الذي كان في الشرقية (رحمه الله).يدعوه ليحضر مناسبة شفائه..ولكن..وفي ظهر يوم الثلاثاء الثامن من شهر صفر لعام ألف وأربعمائة واثنين للهجرة.. أتى خبر وفاة العم محمد(رحمه الله)..وساق الخبر ابنه علي كالصاعقة لأخيه عبدالله ولكل أقاربه..فلقد ظنوا أنه شفي تماماَ...